انت الجذر الباقي وهم الذاهبون إلى الجحيم
يمنات
جمال العامري
الإهداء إلى فارس الحرية والنضال ، ورسول المحبة والإنسانية والعدالة، القاضي البرلماني أحمد سيف حاشد.
عندما يتطاول كلاب الأرض على نجوم السماء، تُرفرف ساطعة في خضمّ الأضواء السحيقة لمقدمِ فجرٍ ندي.
حينما تُغني لمنجزات الشعب وتقف شامخا كالطود العظيم ، ضد العنف ، والحرب ، والفساد، وتُفولذ في بوتقة الضمير
يتُصارع ،
تُقاتل ،
تصنع الخير ،
تحارب في سبيل إنسانية بلا اوجاع
وتأبى الوقوف محايداً في المعركة الدائرة .
هو امير الفساد ، وتجار الحروب ، لم يستطيعوا إقناعك بالتخلي عن الشعب المقهور ، والوطن المغلوب على أمره .
كان من الطبيعي أن تتخلى عن النضال ، لتستكين إلى هموم ذاتية ، ولكنك أبيت إلا أن تشهر صوتهك الصداح في وجه الظلم ، وعبيد الظلام ، وتبني لأحزان الثكالى زاوية في قفصه الصدري.
انت أيها الكبير في زمن تقزّمت فيه الجبال ، والغني عن التعريف.
كان بودي أن اقول فيك أبيات قليلة من الشعر ، اكاد أحس بأن القصيدة فاترة .
وعندما أبحر في شواطئك البيضاء كالثلج ، أقف عاجزا امام امواجك الهادرة
لذلك استسمحك مني الإعتذار ،
فملائكة السماء تعرفك قبل يعرفك المعذبون في الأرض ، فأنت موطن الرجولة حيث تقتضي ، وللذل عصيّ .
ودائماً أنت النهر الذي لا ينضب ، والنهر كان دائما حلم الفقراء ، الذي يتدفق في جداول ضيقة ، ويشوّش نعيق الغربان .
وأنت حين تكتب او تقول شيئاً ، تتحدث عن قضايا عادلة ،
الوطن ، الإنسان ، الإنسانية .
وبهذا الثالوث المقدس ترسم مسغبة الفجر بأنوار صلاة الصباح ، وتطالعك وردة من رحيق الوطن .
راياتك تملأ عين الشمس ، وصوتك يعلو فوق ذُرى غمدان ، ونُقم ، وجبل النبي شُعيب ، ويعانق انامل السماء .
كل السّفن تحطّمت إلا سفينتك ، والأمواج تحت قدميك الغاطستين ما زالت تحمل عنفوانها ، تتلمّض على سطح الحرية بكبرياء ، ضوءك الشفاف يسطع في مدى الأرجاء لحناً شجيّاً ، ويُردد ملء الفضاء .
صرختهم التي مزقّت صمت المكان ، وأسقطت هيبة المجلس ، لم تحرّك فيك ساكنا ، كيف لا وأنت تصنع في طريق الفجر الف حضارة ، ورغم كل التحديات ، وتنازل عتاريف الظلام وحيدا في عقر البرلمان.
ستظل انت الجِذر الباقي في ارضنا الصّلدة ، وهم الذاهبون إلى الجحيم .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا